المشهد الأخير - خاص
لم تكن أحداث الاحتجاجات والاعتصامات
الطلابية الواسعة التي شهدتها معظم
الولايات الأمريكية وكبريات الجامعات الأكاديمية مجرد حالة عابرة من التعاطف
إثارتها بشاعة المشاهد والمجازر الدموية التي أقترفها الكيان المحتل ولايزال ضد سكان قطاع غزة وراح ضحيتها عشرات الآلاف من
الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن ..بل كانت هذه الاحتجاجات
والاعتصامات الواسعة الغير مسبوقة في الولايات المتحدة انتفاضة عبرت من
خلالها النخب الشبابية الأمريكية وغيرها
من شرائح المجتمع الامريكي عن واستهجانها
وادانتها لحالة الانكشاف الأخلاقي والإنساني والقيمي للنظام السياسي الحاكم في
الولايات المتحدة ورفضها لاستمرار تغول اللوبي الصهيوني وسيطرته على دوائر صنع
القرار في الولايات المتحدة وهو ما لم يحدث منذ عقود طويلة
لقد أسقطت الحرب العدوانية التي شنها ولايزال
الكيان المحتل ضد سكان قطاع غزة ورقة التوت الأخيرة وظهرت الولايات المتحدة كما
أصبح يراها معظم النخب المجتمعية الأمريكية مجرد بيدق في يد الكيان المحتل ونظام
سياسي لا يمتلك الحد الادني من القيم والمبادئ الأخلاقية ..
- العالم كله شاهد كيف تم فض الاعتصامات
الاحتجاجية الطلابية التي اتسمت بالطابع السلمي وعبرت عن حالة تضامن إنسانية ورفض
صارخ لسياسة النخب الحاكمة في التعامل مع جرائم الحرب التي يقترفها الكيان المحتل
بدم بارد..أمريكا التي تصدر للعالم شعارات زائفة من احترام حقوق التعبير والرأي
الآخر وتقف وراء النثرات التي شهدتها الكثير من الدول وبخاصة في منطقة الشرق
الأوسط ..سارعت للجوء إلى الهروات والعنف لفض الاعتصامات الطلابية في الجامعات
الأمريكية ..
- ربما تمكنت السلطات الأمريكية من إنهاء الاعتصامات الاحتجاجية لكن الواضح أن هذه
الانتفاضة العفوية التي شهدتها الجامعات الأمريكية مثلت إيذانا بانطلاق مرحلة
جديدة ومغايرة وغير مسبوقة في التاريخ
الأمريكي المعاصر وبداية لتصدع وانهيار حالة الزواج الكاثوليكي بين النظام السياسي
الحاكم وإسرائيل ..فلاول مرة في تاريخ امريكا تصطف معظم النخب الشبابية والمجتمعية الأمريكية للمطالبة بوضع حد لتغول اللوبي الصهيوني
وسيطرته على مؤسسات الدولة بما في ذلك الجامعات والمؤسسات الأكاديمية التي كشفت
الاحتجاجات الطلابية انها مرتبطة بعقود
شراكة مشبوهة ذات طابع استثماري وتجاري مع شركات إسرائيلية .
- نتائج أبرز استطلاعات الرأي التي قامت بها مراكز ومؤسسات
متخصصة في تقصي توجهات الشارع العام في الولايات المتحدة ومواقفه إزاء التطورات
والأحداث المحورية والمثيرة للجدل كشفت أن
ما يزيد عن 70 بالمائة من النخب الشبابية والمجتمعية الأمريكية ترفض السياسة
التقليدية المنتهجة من النظام السياسي الحاكم في الولايات المتحدة تجاه الصراع العربي
- الإسرائيلي وتطالب بانهاء حالة التبعية المزمنة لإسرائيل واستمرار التحالف
الشيطاني مع الكيان المحتل وتغول اللوبي الصهيوني .
- تقييمات مراكز الدراسات والأبحاث
الأكاديمية في الولايات المتحدة أكدت ان تداعيات الانكشاف والسقوط القيمي والأخلاقي
الأمريكي الذي أبرزته بوضوح يوميات حرب غزة الملفوفة بدماء الاطفال والنساء أمام العالم والرأي العام الداخلي
الأمريكي حرب غزة ستنعكس على الداخل الأمريكي في هيئة انهيار محتوم للمنظومة السياسية الامريكية المتهالكة .
0 تعليقات