الم
المشهد الأخير - خاص
بالرغم من مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب في
اليمن لايزال المشهد اليمني مشدودا لحالة مزمنة من الجمود والمراوحة والتعثر المتكرر في التوصل لخارطة طريق لإحلال
السلام في البلاد فيما لايزال شبح تجدد
المواجهات في جبهات القتال قائما
في ظل تهدئة نسبية تتأرجح في بوتقة مغلقة من حالة "اللاحرب واللاسلم".
انحسار التفاؤل الشعبي :
ينحسر سقف التفاؤل الشعبي في اليمن في إمكانية
التوصل لتسوية سياسية تفضي الى مرحلة انتقالية ترتكز على مبدأ الشراكة بين
المكونات السياسية اليمنية الممثلة في الساحة الوطنية..وبالرغم من موافقة أطراف
الأزمة اليمنية على اتفاق خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن المعد من قبل مكتب
المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والذي يرتكز على مسارات مرحلية تبدأ من تثبيت دائم لوقف إطلاق النار في جبهات
القتال وبما يسهم في خلق أجواء مواتية لانعقاد حوار بين الأطراف اليمنية للتوصل
لتسوية سياسية الا أن الشارع العام في
أغلبه لا يعول كثيرا على صمود مثل هذا الاتفاق
في حال التوقيع عليه بالنظر إلى تجارب سابقة من أبرزها اتفاق "ستوكهولم"
الخاص بتطبيع الاوضاع في محافظة الحديدة غرب اليمن الذي أبرم في 18 أكتوبر العام 2018م .
الحل السياسي للأزمة اليمنية:
وأكد الخبير اليمني المتخصص في مجال إدارة الأزمات الدكتور "عبد العزيز احمد السقاف" في تصريح خاص لمجلة آراء حول الخليج "ان نجاح الحل السياسي في اليمن مرهون بتغير في موازين القوى العسكرية على الأرض معتبرا ان جماعة الحوثي تمكنت خلال العشر السنوات الماضية منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م وانفرادها بالسيطرة المطلقة على مؤسسات الدولة بعد تصفيتها للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح في الثالث من ديسمبر 2017م من أحكام قبضتها على المناطق الشمالية التي تمثل مراكز الثقل الديمغرافي في اليمن وتعزيز قدراتها التسليحية بإسناد مباشر من إيران الأمر الذي يصعب معه تصور إمكانية انقيادها الغير مشروط لإرادة السلام والقبول بتسوية سياسية مع بقية المكونات السياسية التي تصفها الجماعة بأنها الطرف المهزوم في الحرب وفقد المكاسب التي تحققت لها على الأرض كسلطة امر واقع تنفرد بالهيمنة على مناطق نفوذ مغلقة".
واعتبر الدكتور "السقاف" أنه بالرغم من
التقارب الطارىء بين السعودية وإيران وتطبيع العلاقات بين البلدين الا ان هذا
التقارب لم يسهم حتي الآن في تسوية ملف الأزمة والحرب في اليمن ودفع المسار
السياسي المتعثر بل على النقيض كثفت طهران من دعمها التسليحي واللوجستي لميلشيا
الحوثي لتتمكن من مواكبة استحقاقات مرحلة جديدة طارئة من التصعيد اتجهت من خلالها
الاخيرة إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب لتعلن تحولها إلى جبهة إسناد للمقاومة
الفلسطينية في غزة التي تواجه عدوانا إسرائيليا منذ السابع من شهر أكتوبر 2022م".
ولفت الدكتور "السقاف " إلى ان التطورات
الأخيرة التي تشهدها المنطقة عقب اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله اللبناني
"حسن نصر الله " وعدد من قيادات الصف الاول في الجناح العسكري للحزب
وتبادل إيران وإسرائيل للهجمات الجوية قد تفرض تداعيات مؤثرة على واجهة المشهد
اليمني تتمثل في إضعاف جماعة الحوثي التي تفتقد لاي حاضنه شعبية وتسبب سوء إدارتها
كسلطة امر واقع للمناطق الشمالية الخاضعة
لسيطرتها في تفاقم أجواء من السخط الشعبي الذي وصل الى حد الاحتقان وهو ما قد يتيح
فرصة سانحة للحكومة المعترف بها دوليا للحصول على دعم إقليمي ودولي لاستئناف معركة
تحرير المحافظات الشمالية التي توقفت منذ العام 2018م بعد ان كانت القوات المشتركة
على وشك استعادة السيطرة على محافظة الحديدة وتحريرها من الحوثيين".
التوافق الإقليمي والدولي المفتقد !
من جهته اعتبر الأكاديمي اليمني المتخصص في علم الاجتماع السياسي الدكتور "عبدالرحمن علي المقرمي" في تصريح مماثل لمجلة "إراء" ان تعثر التوصل لتسوية سياسية في اليمن تنهي الحرب وتضع حدا للتداعيات الانسانية المتفاقمة التي وصلت إلى حدود كارثية يرجع إلى افتقاد الأطراف اليمنية للإرادة الذاتية اللازمة لتجاوز الخلافات والتقدم خطوة للإمام في اتجاه بلورة رؤية مشتركة توافقية لطي صفحة الصراع المسلح وبدأ مرحلة انتقالية ترتكز على الشراكة الوطنية في السلطة" .
وأكد الدكتور "المقرمي" ان اتجاه أطراف
النزاع اليمنية إلى الحوار الجاد والغير
مشروط للتوصل لحل سياسي يتطلب بالضرورة توافقا إقليميا ودوليا على تسوية الملف
اليمني معتبرا ان على القوى والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في المشهد اليمني
ان تمارس ضغوطا جاده لإنعاش المسار
السياسي المجمد وبخاصة على جماعة الحوثي التي
ما انفكت تلجأ إلى المناورة السياسية والتسويف " لإطالة أمد حالة
اللاحرب واللاسلم القائمة التي تستغلها في كسب المزيد من الوقت لتعزيز حضورها
القسري كسلطة امر واقع في المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرتها وتطوير قدراتها التسليحية
بدعم إيراني.
مقاربة أمريكية ..وتسوية إيرانية محتملة !
وقدم السياسي اليمني البارز والذي يشغل حاليا منصب سفير اليمن لدى المملكة المتحدة الدكتور ياسين سعيد نعمان قراءة تحليلية للتطورات الطارئة في المنطقة عقب إغتيال إسرائيل لعدد من قيادات الصف الأول في الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله اللبناني وعلى رأسها "حسن نصر لله " الأمين العام للحزب الذي يصنف بأنه اقوى اذرع إيران العسكرية في لبنان والمنطقة حيث أشار الدكتور " نعمان " الى ما وصفها بـ"المقاربة الأمريكية "التي يجري بحثها في الغرف المغلقة" و"التي تقوم على مرحلتين تتمثل المرحلة الأولى في " أن تلتزم ايران الحياد إزاء ما يحدث في لبنان ، وأن تترك اسرائيل تصفي حسابها مع حزب الله تحت عنوان ضمان عودة المستوطنين الى شمال اسرائيل ، وتطبيق القرار الأممي ١٧٠١ القاضي بانسحاب ميلشيا حزب الله من الجنوب والتوقف عن الهجوم على إسرائيل".. معتبرا أن "ضرب القوة العسكرية لحزب الله يعني فيما يعنيه تخلي ايران عن سياستها القاضية بجعل حزب الله قوة ردع لحماية أمنها ، وهو ما سينعكس على بقية أذرعها الاخرى في اليمن والعراق ، خاصة بعد أن أثبتت الوقائع فشل هذه السياسة التي انطلقت من مفهوم مغالط للمقاومة".
وأكد الخبير اليمني المتخصص في مجال إدارة الأزمات الدكتور "عبد العزيز احمد السقاف" في تصريح خاص لمجلة آراء حول الخليج "ان نجاح الحل السياسي في اليمن مرهون بتغير في موازين القوى العسكرية على الأرض معتبرا ان جماعة الحوثي تمكنت خلال العشر السنوات الماضية منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م وانفرادها بالسيطرة المطلقة على مؤسسات الدولة بعد تصفيتها للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح في الثالث من ديسمبر 2017م من أحكام قبضتها على المناطق الشمالية التي تمثل مراكز الثقل الديمغرافي في اليمن وتعزيز قدراتها التسليحية بإسناد مباشر من إيران الأمر الذي يصعب معه تصور إمكانية انقيادها الغير مشروط لإرادة السلام والقبول بتسوية سياسية مع بقية المكونات السياسية التي تصفها الجماعة بأنها الطرف المهزوم في الحرب وفقد المكاسب التي تحققت لها على الأرض كسلطة امر واقع تنفرد بالهيمنة على مناطق نفوذ مغلقة".
من جهته اعتبر الأكاديمي اليمني المتخصص في علم الاجتماع السياسي الدكتور "عبدالرحمن علي المقرمي" في تصريح مماثل لمجلة "إراء" ان تعثر التوصل لتسوية سياسية في اليمن تنهي الحرب وتضع حدا للتداعيات الانسانية المتفاقمة التي وصلت إلى حدود كارثية يرجع إلى افتقاد الأطراف اليمنية للإرادة الذاتية اللازمة لتجاوز الخلافات والتقدم خطوة للإمام في اتجاه بلورة رؤية مشتركة توافقية لطي صفحة الصراع المسلح وبدأ مرحلة انتقالية ترتكز على الشراكة الوطنية في السلطة" .
مقاربة أمريكية ..وتسوية إيرانية محتملة !
وقدم السياسي اليمني البارز والذي يشغل حاليا منصب سفير اليمن لدى المملكة المتحدة الدكتور ياسين سعيد نعمان قراءة تحليلية للتطورات الطارئة في المنطقة عقب إغتيال إسرائيل لعدد من قيادات الصف الأول في الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله اللبناني وعلى رأسها "حسن نصر لله " الأمين العام للحزب الذي يصنف بأنه اقوى اذرع إيران العسكرية في لبنان والمنطقة حيث أشار الدكتور " نعمان " الى ما وصفها بـ"المقاربة الأمريكية "التي يجري بحثها في الغرف المغلقة" و"التي تقوم على مرحلتين تتمثل المرحلة الأولى في " أن تلتزم ايران الحياد إزاء ما يحدث في لبنان ، وأن تترك اسرائيل تصفي حسابها مع حزب الله تحت عنوان ضمان عودة المستوطنين الى شمال اسرائيل ، وتطبيق القرار الأممي ١٧٠١ القاضي بانسحاب ميلشيا حزب الله من الجنوب والتوقف عن الهجوم على إسرائيل".. معتبرا أن "ضرب القوة العسكرية لحزب الله يعني فيما يعنيه تخلي ايران عن سياستها القاضية بجعل حزب الله قوة ردع لحماية أمنها ، وهو ما سينعكس على بقية أذرعها الاخرى في اليمن والعراق ، خاصة بعد أن أثبتت الوقائع فشل هذه السياسة التي انطلقت من مفهوم مغالط للمقاومة".
المحرر السياسي .
0 تعليقات